تجري في قطاع غزة حرب خفية بين حركة 'حماس' ووكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين 'الأونروا'، ما دفع إسماعيل هنية، الى تشكيل لجنة لحل الإشكاليات التي تحدث مع أكبر منظمة دولية تقدم خدمات إلى القطاع.
ووقعت المشكلة بين الطرفين عشية إرسال دائرة شؤون اللاجئين في حركة 'حماس'، رسالة الى مدير عمليات 'الأونروا' جون جنج، طالبته فيه بوقف مقرر لطلاب المرحلة الثامنة في مدارسها في القطاع، يتضمن شرحا عن المحرقة اليهودية 'الهولوكست'، الى جانب وقف رحلات السفر المشتركة وغير المشتركة للطلاب والطالبات الى دول أجنبية.
وسبق تلك الأزمة هجمات لاذعة ومتكررة، وجهها قادة في 'حماس' وخطباء مساجد، لـ 'الأونروا' على خلفية المخيمات الصيفية المشتركة بين الجنسين التي تنظمها سنويا على شواطئ القطاع.
وعملت 'الأونروا' على مدى أكثر من ستين عاما في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في مخيمات اللجوء المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفق سياسة الإغاثة والتنمية في خمسة عناوين، أبرزها 'التعليم، والصحة، والإغاثة الاجتماعية'.
وقالت مصادر في 'الأونروا' لـ'الجريدة'، فضلت حجب اسمها، إن الأخيرة تعتزم في أكتوبر المقبل تسفير ما يزيد على 40 طالبا وطالبة الى دول غربية، بعد اجتيازهم اختبارا صعبا في مقرر حقوق الإنسان، مكافأة لتفوقهم في المقرر ذاته.
ودفعت تلك الأزمة الجديدة، مؤسسات حقوقية ناشطة في قطاع غزة للاطلاع على المقررات التعليمية التي تدرسها وكالة الأمم المتحدة للطلاب الفلسطينيين. وقال مدير مؤسسة 'الضمير' لحقوق الإنسان خليل أبوشمالة، إن منظمات حقوق الإنسان تعلم جيدا ان ما يثار الآن حول قضية تدريس 'الهولوكست' هو غير صحيح، وأنها اطلعت على المناهج ولم تجد كلمة واحدة تشير الى ذلك.
بدوره، دحض مدير عمليات 'الأونروا' في قطاع غزة، الأنباء التي تحدثت عن نية منظمته تدريس موضوع 'الهولوكست'، موضحا أنه لا يقبل أن يدرس الطلاب الفلسطينيون عن 'المحرقة' في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بشطب كل ما له علاقة بفلسطين من المناهج التعليمية للطلاب الفلسطينيين في مناطق 1948.
وغالبا ما اتهمت إسرائيل، وكالة الأمم المتحدة في قطاع غزة بمساعدة عناصر المقاومة بالسماح لهم بالتنقل في مركباتها خلال الاجتياحات وأوقات القصف الاسرائيلي، وكان آخر الاتهامات اتهاما بالتكتم على استيلاء 'حماس' على ثلاثة سيارات إسعاف تعود للوكالة الدولية.
'الأونروا تشارك في قتل مرضى غزة'، عنوان أطلقه أحد المواقع الإلكترونية المحسوبة على حركة 'حماس'، يشير الى عمق الازمة بين الجانبين. وشنت وزارة الصحة في حكومة غزة، هجوما عنيفا على 'الأونروا'، إذ اتهمتها باحتجاز كميات كبيرة من الادوية والمهمات الطبية الخاصة بوزارتها منذ شهور طويلة، مؤكدة في ذات الوقت، وفاة العشرات من المرضى بسبب نقصها.