عائلة السرسك حزينة لاستمرار اعتقاله وغاضبة من "تقصير" إتحاد الكرة

تمتزج مشاعر عائلة لاعب خدمات رفح محمود السرسك المعتقل في السجون الاسرائيلية ما بين الحزن والأسى لاستمرار غياب نجلها الشاب وراء قضبان الاحتلال؛ والغضب من المسؤولين والجهات الرسمية التي لا تبذل الجهد الكافي للضغط في سبيل الافراج عنه وفقا لما يرى شقيقه اللاعب السابق في خدمات رفح عماد السرسك.

ويقول عماد لـ Palgoal.com إن شقيقه محمود "يعيش ظروفا قاسية في سجن النقب الصحراوي الذي نُقل اليه مؤخرا من سجن المجدل، ويواجه خطر الاعتقال لستة أشهر او سنة كاملة في حال لم يتم إيجاد حل لقضيته قبل الثامن عشر من الشهر المقبل، وهو الموعد الذي مُدد إليه اعتقاله".

ويشرح وضع العائلة في ظل غياب محمود المفاجئ عنها بالتأكيد على ان الحالة النفسية لوالديه المسنيْن تدهورت بشكل كبير، خصوصا بعد نقله الى سجن النقب وتمديد اعتقاله حتى الثامن عشر من أكتوبر المقبل، مشددا على ان عدم وجوده على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك كان له وقع خاص على نفوس أفراد العائلة جميعا.

ولعل ما يزيد من حالة الحزن التي تسيطر على افراد العائلة هو ان غياب محمود (22عاما) يتزامن مع غياب شقيقه الأكبر محمد لظروف مغايرة تمنعه من العودة الى قطاع غزة، ليشعر الوالدان بأن شمل الأسرة بدأ يتشتت، بينما يسعى من تبقى من الأبناء الى التحايل عليهما لاقناعهما بأن المساعي لا زالت مستمرة لتأمين الافراج عن محمود في القريب العاجل.

وكان محمود قد اعتقل بتاريخ 23 يوليو الماضي، حينما كان في طريقه من غزة الى مدينة نابلس في المحافظات الشمالية للالتحاق بفريق شباب بلاطة إذ احتجزه جيش الاحتلال في معبر بيت حانون قبل ان يُنقل الى سجن المجدل، وفيه عانى من متاعب صحية عديدة ورغم ذلك لم يتم نقله الى المستشفى للعلاج ورفضت ادارة السجن طلب المحامي الذي كلّفته مؤسسة الضمير باخضاعه للعلاج.

ورغم مرور كل هذا الوقت على اعتقال اللاعب الدولي فإن الإحتلال الاسرائيلي لم يوجه له أي تهمة رسمية بعد، حسبما يؤكد شقيقه عماد، ويضيف بأن محمود يشعر بالحزن لأن أحدا لم يبذل الجهد الكافي لتلسيط الضوء على مأساته والضغط على دولة الاحتلال في المحافل الخارجية باعتباره لاعب كرة قدم، مشيرا الى ان المحكمة العسكرية قررت تمديد فترة اعتقاله حتى 18 أكتوبر، وفي حال لم يخرج من السجن قبل ذلك فإنه سيُعتبر وفق المحكمة "مقاتل غير شرعي"، وعقوبة هذا الحكم تتراوح ما بين ستة أشهر الى سنة قابلة للتمديد.

وعن المحاولات التي بُذلت من الجهات الرسمية طوال الفترة الماضية يقول عماد لـPalgoal.com: "نشعر كعائلة محمود بأن الموضوع لا يعني احدا، وإتحاد الكرة مقصر جدا ولم يقم بالدور الذي ينبغي عليه القيام به، لقد بادرنا نحن بالاتصال باللواء جبريل الرجوب رئيس الإتحاد لمناشدته بالتدخل، وقد وعدنا خيرا واكد بانه سيرفع القضية الى الإتحاد الدولي لكرة القدم، لكنه لم يعاود الاتصال بنا ولم يخبرنا بنتائج محاولاته، في حين رفض وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ الرد على اتصالاتنا المتكررة، وكان جواب مدير مكتبه بأننا سنعمل ما بوسعنا، وها هو الوقت يمضي دون أي نتيجة ملموسة".