وجه معلمي قطاع غزة رسالة الى السيد جميل شحاده بخصوص عودة المعلمين المضربين إلى أماكن عملهم جاء فيها :
نود أولاً أن نتقدم باسمنا وباسم كافة العاملين في وزارة التربية والتعليم الملتزمون بالشرعية بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى سيادة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) حفظه الله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والقائد العام لحركة فتح بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركة وبمناسبة نجاح العرس الفتحاوي الكبير بانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين وضخ دماء جديدة في عروق وشرايين هذه الحركة العملاقة متمنين على المولى عز وجل أن يحقق أمانيكم وأماني الشعب الفلسطيني بالتحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإعادة اللحمة بين شطري الوطن وعودة غزة إلى حضن الشرعية الدافئ .
وإلى الأخوة العاملين في صوت فتح بتهنئة مماثلة وإلى السيد جميل شحادة الأمين العام لإتحاد المعلمين وجميع العاملين بالإتحاد تهنئة خاصة بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل فكل عام والجميع بخير .
وبعد :- لقد دأبت وسائل الإعلام وخاصة الالكترونية منها ومنذ بدء العام الدراسي الحالي أو قبله بقليل على تخصيص خبر على الأقل يتحدث عن اللغط الدائر بين وزارة التربية والتعليم بغزة والإتحاد العام للمعلمين وكانت البداية بالإعلان عن تأجيل بدء العام الدراسي الحالي 2009 / 2010م والتحدي الواضح للقرار من قبل 'وزارة' غزة والغريب في الأمر أن إعلان التأجيل صدر عن السيد / د. حسن أبو لبدة أمين عام مجلس الوزراء بعد الاتفاق مع الاتحاد العام للمعلمين ولم يصدر عن الوزيرة لميس العلمي أو أحد وكلائها ، ثم إعلان 'وزارة' عسقول عن السماح لعدد ممن يسمونهم مستنكفين من المعلمين بالعودة وأما من لم يتصدر اسمه لوائح الشرف في كشوفات وزارة عسقول فعليه مراجعة صحيفة سوابقه ، وأما الإداريين فقد عين عسقول من هم أكفأ منهم فعلى يدهم وبجهدهم كانت نسبة النجاح لهذا العام أعلى من سابقيه وقد رفض اتحاد المعلمين هذه العودة وطالب بعودة جماعية تحفظ ماء وجه المعلم والإتحاد على حد سواء ، ثم الإعلان عن تثبيت دفعة جديدة ممن يسمونهم بالمساندين ، ثم الإعلان عن تشغيل ما يزيد عن ألف معلم بنظام عقد مؤقت لمدة عام ، والخطوة الأخيرة من قبل وزارة غزة بفرض الجلباب على طالبات المدارس الثانوية وتأنيث هذه المدارس .
وبعيداً عن الشد والجذب وهذا اللغط الدائر بين وزارة غزة والإتحاد العام للمعلمين منذ ما يقارب العام ، يحق لنا نحن العاملين في وزارة التربية والتعليم بغزة أن نتوجه بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات للسيد جميل شحادة الامين العام للاتحاد المعلمين وهي :-
أولاً :- كلنا ندرك مفهوم ومعنى الثواب والعقاب فما هو الثواب لمن التزم بقراراتكم وبالشرعية وما هو العقاب بحق من لم يلتزم ، أما نحن الملتزمون فقد أصابنا ما أصابنا منذ اليوم الأول للإضراب فبعد عبارات التجريح والتخوين التي أطلقها السيد عسقول بحقنا جاءت الحملة الشعواء التي انطلقت هذه المرة من على منابر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقام بها حفنة من خطباء ومشايخ حماس اتهمونا فيها بتقاضي أموال حرام وبعدها منعنا من مزاولة أي عمل يحسن من أوضاعنا المعيشية الصعبة حتى من كان يعتمد في جزء من دخله على إعطاء دروس تقوية ' الدروس الخصوصية ' منع منها أيضاً ثم جاءت امتحانات الثانوية العامة فلم يكن لنا نصيب من المشاركة فيها كمراقبين أو مصححين .
وهي أيضاً كانت تمثل رافد إضافي على الراتب الأساسي وبقينا سجناء بيوتنا نتهرب من نظرات الناس وأسئلتهم المتكررة ها هي رام الله أمرتكم بالإضراب ثم تخلت عنكم ، وحرم من كان يحلم منا التقدم درجة في سلمه الوظيفي بشغله منصب مدير مدرسة أو مشرف تربوي أو رئيس قسم أو مدير عام من تحقيق حلمه وهو يرى أن صبية باتوا اليوم يتقلدون المناصب والمسميات ، أما حملة الماجستير والدكتوراه فلم يسمح لهم بالتدريس في الجامعات بنظام الساعات أو الإشراف وخاصة الحكومية منها وذلك بإيعاز من وزارة التربية والتعليم بغزة ، والأدهى والأمر أن من كان قد التحق في وقت سابق قبل الإضراب ببرنامج الماجستير في إحدى الجامعات وجاء وقت التطبيق في رسالته منع من التطبيق في مدارس الحكومة وبأمر شخصي من عسقول .
والجدير بالذكر هنا أننا محرومون حتى من استخراج شهادة تفيد بأننا من موظفي وزارة التربية والتعليم وقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه وبعناء شديد استطاع الحصول على منحة دراسية في أحدى الجامعات الأوروبية عن طريق الانترنت وكانت أحدى الأوراق المطلوبة منه إفادة بالعمل وتوصية من الرئيس المباشر له وعندما توجه للوزارة بغزة وبعد تدخل عدد من الوسطاء استطاع الحصول على إفادة بأنه كان يعمل في وزارة التربية والتعليم حتى تاريخ 24 / 8 / 2008 م أي حتى اليوم الأول للإضراب فضاعت أحلامه أدراج الرياح، ثم جاءت الإجازة الصيفية وفيما مضى كانت فرصة للمعلمين محدودي الدخل العمل في المخيمات والأندية الصيفية ، ولكن الصيف المنصرم كان مختلفاً فالمخيمات والأندية مقصورة على أبناء حركة حماس ليلفظوا سمومهم بأريحية تامة في عقول الطلاب .
وكل ما سبق ذكره يهون عن وصفنا الدائم بالمستنكفين وللعلم أنه لم يرد ذكر هذه الكلمة في القران الكريم إلا بمعنى مستكبر عن عبادة الله عز وجل أي كافر والعياذ بالله وهذا هو معناها الفقهي وقد ورد ذكرها أكثر من مرة في أواخر سورة النساء ، فأرجو من الجميع وقف التداول بهذه الكلمة واستبدالها بمصطلح مقصى عن عمله .
وأما من يلتزم بالإضراب فها هو يصول ويجول وينفذ قرارات وزيره بكل دقة وحرفية ويتحكم بمصير من شاء العودة ويقوم بتوجيهه إلى المدرسة التي يحددها وإن اعترض ففراش نومه أولى به .
ثانياً : - نريد أن نفهم منك يا سيد أبو ناصر سبب تجاهل وزارة التربية والتعليم برام الله وخاصة الوزيرة لميس العلمي لموضوعنا ومعضلتنا الحساسة فهي ومنذ بداية الأزمة لم تأتي على ذكرنا ولو بالتلميح وهذا مما زاد من معاناتنا وجعلنا كالغريق تتخبطه الأمواج يبحث عن قشة يتعلق بها صحيح أن أغلبنا يتقاضى راتبه ولكننا نبحث ولو عن كلمة نشعر بها أن وزارتنا التي ننتمي إليها ونعتز بعا معنية بنا وتفكر بمشكلتنا وحلها ، مع العلم فإن وزارة الانقلاب بغزة تروج إشاعات مفادها أن وزارة المالية برام الله لن تصرف راتباً لمن لم يعد إلى عمله حسب رؤيتهم للعودة وذلك بناء على الحصر الشهري للموظف وذلك لضمان عودة أكبر عدد ممكن من المضربين حيث أنهم سيعملون تحت إمرتها ويتقاضون رواتبهم من الحكومة التي لا تعترف حماس بها وبشرعيتها وهذا بالطبع سيخفف من العبء المالي عليهم .
نعلم أنك ياسيد جميل تبدل قصارى جهدك لتحقيق عودة كريمة للمعلمين وإبراز قضيتنا كهم تربوي ووطني لا بد من حله بالتراجع عن كافة الإجراءات التي اتخذتها وزارة غزة بعد إعلان الإضراب ولكن سؤالي إليك ما سر تجاهل وزارة رام الله لنداءاتك المتكررة ، أم هل هم راضون عن ما آل إليه التعليم بغزة .
ثالثا :- بالنسبة للمعلمين من تعيينات 2006 ، 2007 م فالكثير منهم التزم بالإضراب ثم قطع راتبه أو الدفعة الجزئية التي كان يتقاضاها ولم يتحصل على قرار تثبيت ورقم وظيفي كما وعدت ومنهم من لم يلتزم وبقي راتبه على حاله رغم وعدك في الأيام الأولى للإضراب بتسوية أمور من يلتزم وعدم النظر والاكتراث بمن لم يلتزم ، والآن وزارة الانقلاب بغزة تصدر أمراً بحق تعيينات 2006 ، 2007 م ، أن من ألتزم بالإضراب وقطع راتبه فلا عودة له للعمل فماذا أنتم فاعلون لهؤلاء المساكين الذين تقطعت بهم السبل حتى من حاول منهم العمل في وكالة الغوث كمعلم قامت وزارة غزة بتسليم الوكالة كشف بأسمائهم كي لا يتم التعامل مع طلباتهم على اعتبار أنهم موظفون في الحكومة ، ولكن دون راتب أو حتى أي قصاصة ورق تثبت ذلك . وفي المقابل قامت وزارة حماس بغزة بصرف رواتب لمن التزم بالعمل ولم ينصاع لأمر الإضراب وبالمعنى البلدي أن من التزم بقراراتكم راحت في كيسو ، أو راحت عليه على الأقل حتى وقتنا الحالي .
وأخيراً أتمنى ألا أكون قد أطلنا على سيادتكم فهذا فيض من غيض فنحن من نراقب أحوال التعليم وما آلت إليه المسيرة التربوية في قطاع غزة هذه المسيرة التي عبدت بدموعنا وآهاتنا وعرقنا وجبلت بدمائنا نراها اليوم تنهار بفعل من أرادوا الإصلاح وبصمت مريب من الوزارة التي من المفترض أن تحمل همنا والمسيرة التربوية بغزة لا أن نظل بين الفينة والأخرى نذكرها بمسئولياتها واهتماماتها .
لذا فإننا نرجو منك أن تبقى وفياً مخلصاً لمن التزم بكم وأن تطرح مشكلة التعليم بغزة على أعلى المستويات وأن تكثف من اتصالاتك مع الوزارة برام الله وصناع القرار على الساحة الفلسطينية وخاصة أعضاء اللجنة المركزية الجدد المنتخبين والمجلس الثوري ومكتب الرئيس أبو مازن حفظه الله وأمانة مجلس الوزراء ممثلاً بالسيد د . حسن أبو لبدة المحترم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المعلمون والإداريون المقصون عن أماكن عملهم .
الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 12:57 am