[table style="FONT: 8pt tahoma,verdana, geneva, lucida; COLOR: #808080" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="98%" border=0][tr][td]
<td width=23> </TD>
<td width=22></TD>
<td width=30></TD>[/td][/tr][/table][color=#000000]
مر على الحرب ما يقرب ثمانية أشهر , أزال فيها الناس ركام بيوتهم المدمرة وينتظرون من يعمرها لهم , في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي, منذ أكثر من عامين , ولم نعد نسمع على شاشات التلفزيونات العربية والدولية شئ عن غزة وماذا حدث فيها , ولكن إيهاب حجي يذكر تمام ما حدث معه في ليلة الاثنين 3_2_ 209 وهي الليلة الأولي للهجوم على القطاع .
يقول إيهاب حجي وهو من سكان حي الزيتون شرقي قطاع غزة ' منطقة السموني ' : ' كانت ليلة صعبة جداً علينا فقد عرفت أنا وعائلتي كل أنواع الخوف والرعب , حيث دخل الجنود على بيتنا بصورة همجية تدل على همجيتهم , وأدخلونا في غرفة واحدة وكنا أكثر من عشرة أشخاص , وبقينا أكثر من عشر ساعات بداخل الغرفة , لا نسمع سوء صوت الطائرات والقصف وصراخ المصابين بالمنطقة .
[center]أطلقوا النار[/center]
ويتابع إيهاب :' جاء قائد الدورية الموجودة , بالبيت وطلب منا الخروج من البيت والتوجه إلي رفح ', وهذا دليل وأضح على جرائم الاحتلال وإتباعه سياسة التهجير , مضيفاً :' خرجنا من البيت وكانت الطريق مجرفة والدبابات منتشرة بالمكان إلي جانب انتشار الفسفور على الأرض , وسرنا ما يقارب 200 متر وإذا بدورية أخرى كانت غير ظاهرة على الأرض بين الشجر تطلب منا الرجوع إلي البيت ' .
ويبن إيهاب :' لم نعد نعرف ماذا نفعل , وفجأة أطلقت الدوريتين النار علينا وأصبت أنا وثلاث أشخاص كانوا معنا , وبقيت ثلاث أيام مصاب ومرمي على الأرض , وأنا أنزف وكان إصابتي في ظهري ' العمود الفقري ' التي تسببت لي بإعاقة وأصبحت لا أستطيع الحركة ' مقعد ' .
[center]مهدد بالموت[/center]
خلال الحديث مع إيهاب بدأت عيونه بتهرب منى لأنه أصبح يبكى ويقول ' أنا لا أعلم ماذا فعلت لذلك الجندي الذي أطلق النار عليا , أنا لم أطلق عليه النار ولا صواريخ ولا قنابل , أنا مجرد طالب بالمدرسة وأساعد أبي في عمله بالأرض , وهذه المنطقة كل سكانها مزارعين ' و وضيفاً :' حسبنا الله على اليهود الصهاينة الذين حرموني من أجر المشي إلي المسجد لصلاة الفجر في هذا الشهر الفضيل '.
ويؤكد إيهاب أنه شعر بشعور غريب عندما كان في مرمي أطلق النار من قبل الدوريتان قائلاً :' الجنود كانوا دورية تحكيلنا روحوا ودورية تحكيلنا تعالوا دورية تقول شمال ودورية تقول يمين إحساس غريب بطلنا نعرف وين نروح وبطلنا نعرف شو بدنا نعمل شعرت بخوف فقدت الأمن , وفقدت الحماية لم نشعر في الحماية, كل شي معرض للموت كنت في كل ثانية مهدد كنت بالموت '.
[center]أمي فكت منديلها[/center]
ويتابع : 'بعدما أصبت سحبني والدي على غرفة قريبة في أحد الأراضي بالمنطقة , كان معي أقاربي وأمي فكت منديلها وربطتلي مكان الإصابة, وقتها شعرت بالأمن الذي لم يدوم سوء لحظة واحدة حيث , بدأت الرشاشات تصب حقدها علينا في داخل الغرفة التي احتمينا فيها وقصفوها وإحنا بداخلها , كنا كوم لحم كنا كلنا ننزف .
ويشير إيهاب :' بعد ثلاث أيام وأنا انزف استطاع الصليب الأحمر التنسيق وإخراجي من الغرفة وكانت حالتي خطيرة جداً, مما أدى إلي نقلي إلي تركيا لعلاج هناك , حيث شعرت هناك بالحماية , والحياة السهلة التنقل فش طوق فشي حصار , ولا يعرفوا الطخ والقتل , أم غزة الخوف القصف الدمار الحصار .
وبتسم إيهاب عندما سألته لو أن الجندي الذي أطلق النار عليك وأصابك, قابلته في يوم من الأيام ماذا سوف تفعل به ؟؟؟ قال :' أنا لو شفت الجندي إلي أصابني بس بدي اسأله سؤال واحد أنا شو عملت عشان تطلق النار عليا وتعمل عندي إعاقة وتحرمني من الحياة ؟؟؟!! ' .
وحول شعور إيهاب بالأمان الان يقول :' لحتى الان وبعد ما صار هدوء نسبي ما حد حساس بالأمان ممكن في أي لحظة يصير هجوم ثاني , مضيفاً :' نتيجة للإعاقة فقدت حمايتي أنا بطلت قادر أتحرك بطلت قادر أمارس نشاطاتي اليومية كنت أروح على مدرستي لوحدي كنت أجهز كتبي لوحدي كنت اقعد على الكمبيوتر لحالي وأغير المكان براحتي , أما الان ما بقدر أعمل أي شي غير يكون عندي حد يساعدني لو بدي اشرب كاسة مي لازم حد يساعدني ' .
إذا كانت القنوات العربية والدولية أنهت تجارتها في القضية الفلسطينية , وخاص الحرب الأخيرة على القطاع , وأصبحت لا تجد متسع في وقتها لتخصيص برنامج واحد على الأقل لتذكر العالم بجرائم الاحتلال فأن أبنا القضية لديهم الكثير من الوقت حتي يخبروا العالم أبنائهم , عن جرائم الاحتلال بحقنا, وتقصير العرب بحقنا [/color]