بعد أن تحير العلماء لفترة طويلة حول سبب وفاة بعض المصابين بالعصاب والقلق في سن مبكرة أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن السبب قد يكون كامنا في إفراط هؤلاء الأفراد في التدخين.
وأظهرت الدراسة منشورة في مجلة 'جورنال أوف بيرسونالتي ريسيرش' الأمريكية، أنه يمكن إرجاع 40 في المائة من نسبة زيادة الوفيات بين الأناس المشخصين طبيا بأنهم يعانون من العصاب، إلى التدخين.
ومن جهته قال أستاذ دراسات العائلة بجامعة بيردو الأمريكية، دانيل مروزيك، وهو أحد الذين أجروا الدراسة، إن الخلاصة التي خرج بها البحث 'تفسر عادة جزءا من أسباب الوفيات بسبب اضطراب الشخصية.'
وأشار مروزيك إلى أن العصاب لا يشير فقط إلى القلق، ولكنه يشمل أيضا تعرض الأشخاص إلى المواقف المجهدة والمؤدية إلى التوتر، وعليه، برأيه، يجد الناس وسيلة مناسبة لإراحة أنفسهم والتخفيف من وطأة الضغوط عليهم والهروب من وضعهم النفسي عبر التدخين.
وأوضح مروزيك بأنه 'عندما يشعر المرء منا بالقلق وبعواطف سلبية، فإن بعض الأشخاص يجدون أن تدخين سيجارة من شأنه أن يخفف من هذه الأحاسيس.'
وبين مروزيك أن معدلات الوفيات الناجمة عن القلق تشير إلى أن العديد من الناس قد يقعون فريسة لإغراء التدخين، مما يدفع، برأيه ووفقا للدراسة، إلى أن البرامج الخاصة بمنع التدخين أو التوقف عنه، يمكن أن تجد ضالتها وأن تكون فعالة أكثر عندما توجه نحو الأشخاص الذين يقودهم اضطرابهم نحو استهلاك السجائر.
وقال مروزيك ' لا توجد ضرورة لتوجيه هذه البرامج نحو جميع الأشخاص ولكن يكفي أن تكون موجهة نحو الأشخاص الذين يميلون إلى التدخين أكثر من غيرهم. '
يذكر أن الدراسة لم تجد تفسيرا ملائما لـ60 في المائة من زيادة عدد الذين يموتون بسبب إصابتهم بالعصاب والقلق، إذ يعتقد مروزيك أن الهواجس والقلق المزمن قد تكون السبب في إقدام الأشخاص على السلوك بطريقة مدمرة للذات، مثل الزيادة في تناول الطعام.
وأكد مروزيك ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة إن كان هناك عاملا بيولوجيا، يعرض المصابين بالعصاب ليتعرضوا إلى بدرجة أكبر إلى خطر التعرض للموت.